أَمِنْ أُمِّ
أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ
|
بِحَـوْمَانَةِ
الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
|
وَدَارٌ لَهَـا
بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا
|
مَرَاجِيْعُ
وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
|
بِهَا العِيْنُ
وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً
|
وَأَطْلاؤُهَا
يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
|
وَقَفْتُ بِهَا
مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً
|
فَـلأيَاً
عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
|
أَثَـافِيَ
سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ
|
وَنُـؤْياً
كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ
|
فَلَـمَّا
عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا
|
أَلاَ أَنْعِمْ
صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ
|
تَبَصَّرْ
خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ
|
تَحَمَّلْـنَ
بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ
|
جَعَلْـنَ
القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ
|
وَكَـمْ
بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ
|
عَلَـوْنَ
بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ
|
وِرَادٍ
حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ
|
وَوَرَّكْنَ فِي
السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ
|
عَلَيْهِـنَّ
دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ
|
بَكَرْنَ
بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ
|
فَهُـنَّ
وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ
|
وَفِيْهـِنَّ
مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ
|
أَنِيْـقٌ
لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ
|
كَأَنَّ فُتَاتَ
العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ
|
نَـزَلْنَ بِهِ
حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ
|
فَـلَمَّا
وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ
|
وَضَعْـنَ
عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ
|
ظَهَرْنَ مِنْ
السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ
|
عَلَى كُلِّ
قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ
|
فَأَقْسَمْتُ
بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ
|
رِجَـالٌ
بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ
|
يَمِينـاً
لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
|
عَلَى كُلِّ
حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
|
تَدَارَكْتُـمَا
عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
|
تَفَـانَوْا
وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
|
وَقَدْ
قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
|
بِمَالٍ
وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
|
فَأَصْبَحْتُمَا
مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
|
بَعِيـدَيْنِ
فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
|
عَظِيمَيْـنِ
فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
|
وَمَنْ
يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
|
تُعَفِّـى
الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ
|
يُنَجِّمُهَـا
مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
|
يُنَجِّمُهَـا
قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
|
وَلَـمْ
يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
|
فَأَصْبَحَ
يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ
|
مَغَـانِمُ
شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
|
أَلاَ أَبْلِـغِ
الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً
|
وَذُبْيَـانَ
هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
|
فَـلاَ
تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ
|
لِيَخْفَـى
وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
|
يُؤَخَّـرْ
فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ
|
لِيَـوْمِ
الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
|
وَمَا الحَـرْبُ
إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
|
وَمَا هُـوَ
عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
|
مَتَـى
تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
|
وَتَضْـرَ إِذَا
ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
|
فَتَعْـرُكُكُمْ
عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
|
وَتَلْقَـحْ
كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
|
فَتُنْتِـجْ
لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
|
كَأَحْمَـرِ
عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
|
فَتُغْـلِلْ
لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
|
قُـرَىً
بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
|
لَعَمْـرِي
لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
|
بِمَا لاَ
يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ
|
وَكَانَ طَوَى
كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ
|
فَـلاَ هُـوَ
أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ
|
وَقَـالَ
سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي
|
عَـدُوِّي
بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ
|
فَشَـدَّ فَلَمْ
يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً
|
لَدَى حَيْثُ
أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ
|
لَدَى أَسَدٍ
شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ
|
لَـهُ لِبَـدٌ
أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ
|
جَـريءٍ مَتَى
يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ
|
سَرِيْعـاً
وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ
|
دَعَـوْا
ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
|
غِمَـاراً
تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ
|
فَقَضَّـوْا
مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا
|
إِلَـى كَلَـأٍ
مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ
|
لَعَمْرُكَ مَا
جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ
|
دَمَ ابْـنِ
نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ
|
وَلاَ شَارَكَتْ
فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
|
وَلاَ وَهَـبٍ
مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ
|
فَكُـلاً
أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ
|
صَحِيْحَـاتِ
مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ
|
لِحَـيِّ حَلالٍ
يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ
|
إِذَا طَـرَقَتْ
إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ
|
كِـرَامٍ فَلاَ
ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ
|
وَلا الجَـارِمُ
الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ
|
سَئِمْـتُ
تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ
|
ثَمَانِيـنَ
حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ
|
وأَعْلـَمُ مَا
فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
|
وَلكِنَّنِـي
عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
|
رَأَيْتُ
المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
|
تُمِـتْهُ
وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
|
وَمَنْ لَمْ
يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
|
يُضَـرَّسْ
بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
|
وَمَنْ يَجْعَلِ
المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
|
يَفِـرْهُ
وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
|
وَمَنْ يَكُ ذَا
فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
|
عَلَى قَوْمِهِ
يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
|
وَمَنْ يُوْفِ
لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ
|
إِلَـى
مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
|
وَمَنْ هَابَ
أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ
|
وَإِنْ يَرْقَ
أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
|
وَمَنْ يَجْعَلِ
المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
|
يَكُـنْ
حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
|
وَمَنْ يَعْصِ
أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
|
يُطِيـعُ
العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
|
وَمَنْ لَمْ
يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ
|
يُهَـدَّمْ
وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
|
وَمَنْ
يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
|
وَمَنْ لَم
يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
|
وَمَهْمَا
تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ
|
وَإِنْ خَالَهَا
تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
|
وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ
|
زِيَـادَتُهُ
أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
|
لِسَانُ الفَتَى
نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ
|
فَلَمْ يَبْـقَ
إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
|
وَإَنَّ سَفَاهَ
الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ
|
وَإِنَّ
الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
|
سَألْنَـا
فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ
|
وَمَنْ
أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ
|
شعراء الجاهلية
الخميس، 24 مايو 2012
معلق زهير بن ابي سُلمى
معلقة لبيد بن ربيعة العامري
عَفَتِ
الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا
|
بِمِنىً
تَأَبَّـدَ غَـوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
|
فَمَـدَافِعُ
الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا
|
خَلِقاً كَمَا
ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَا
|
دِمَنٌ
تَجَـرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَـا
|
حِجَـجٌ خَلَونَ
حَلالُهَا وَحَرامُهَا
|
رُزِقَتْ
مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا
|
وَدَقُّ
الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا
|
مِنْ كُـلِّ
سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ
|
وَعَشِيَّـةٍ
مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا
|
فَعَلا فُرُوعُ
الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَـتْ
|
بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَـاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
|
وَالعِيْـنُ
سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا
|
عُـوذاً
تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا
|
وَجَلا
السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
|
زُبُـرٌ تُجِدُّ
مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا
|
أَوْ رَجْعُ
واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا
|
كَفِـفاً
تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَـا
|
فَوَقَفْـتُ
أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَـا
|
صُمًّـا
خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَـا
|
عَرِيتْ وَكَانَ
بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا
|
مِنْهَـا
وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَـا
|
شَاقَتْكَ
ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا
|
فَتَكَنَّسُـوا
قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَـا
|
مِنْ كُلِّ
مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّـهُ
|
زَوْجٌ
عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُهَـا
|
زُجَلاً كَأَنَّ
نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا
|
وَظِبَـاءَ
وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَـا
|
حُفِزَتْ
وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا
|
أَجْزَاعُ
بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـا
|
بَلْ مَا
تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ
|
وتَقَطَّعَـتْ
أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَـا
|
مُرِّيَةٌ
حَلَّتْ بِفَيْد وجَـاوَرَتْ
|
أَهْلَ
الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
|
بِمَشَارِقِ
الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ
|
فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُهَـا
|
فَصُـوائِقٌ
إِنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنَّـةٌ
|
فِيْهَا رِخَافُ
القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
|
فَاقْطَعْ
لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ
|
وَلَشَـرُّ
وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَـا
|
وَاحْبُ
المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ
|
بَاقٍ إِذَا
ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا
|
بِطَلِيـحِ
أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً
|
مِنْهَا
فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَـا
|
وَإِذَا
تَعَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّـرَتْ
|
وتَقَطَّعَتْ
بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَـا
|
فَلَهَـا
هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَـا
|
صَهْبَاءُ خَفَّ
مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
|
أَوْ مُلْمِعٌ
وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَـهُ
|
طَرْدُ
الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا
|
يَعْلُو بِهَا
حُدْبَ الإِكَامِ مُسَحَّـجٌ
|
قَـدْ رَابَهُ
عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا
|
بِأَحِـزَّةِ
الثَّلْبُـوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَـا
|
قَفْـرُ
المَـرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَـا
|
حَتَّـى إِذَا
سَلَخَا جُمَادَى سِتَّـةً
|
جَـزْءاً
فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَـا
|
رَجَعَـا
بِأَمْرِهِمَـا إِلىَ ذِي مِـرَّةٍ
|
حَصِـدٍ ونُجْعُ
صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَـا
|
ورَمَى
دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ
|
رِيْحُ
المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَـا
|
فَتَنَـازَعَا
سَبِطاً يَطِيْرُ ظِـلالُـهُ
|
كَدُخَانِ
مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَـا
|
مَشْمُـولَةٍ
غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَـجٍ
|
كَدُخَـانِ
نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَـا
|
فَمَضَى
وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَـادَةً
|
مِنْـهُ إِذَا
هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا
|
فَتَوَسَّطَا
عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَـا
|
مَسْجُـورَةً
مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُهَـا
|
مَحْفُـوفَةً
وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَـا
|
مِنْـهُ
مُصَـرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَـا
|
أَفَتِلْـكَ
أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُـوعَـةٌ
|
خَذَلَتْ
وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا
|
خَنْسَاءُ
ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ
|
عُرْضَ
الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَـا
|
لِمُعَفَّـرٍ
قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ
|
غُبْسٌ
كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا
|
صَـادَفْنَ
مِنْهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا
|
إِنَّ
المَنَـايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَـا
|
بَاتَتْ
وأَسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيْمَـةٍ
|
يُرْوَى
الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا
|
يَعْلُـو
طَرِيْقَةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ
|
فِي لَيْلَةٍ
كَفَرَ النُّجُومَ غَمامُهَـا
|
تَجْتَـافُ
أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّـذَا
|
بِعُجُـوبِ
أَنْقَاءٍ يَمِيْلُ هُيَامُهَـا
|
وتُضِيءُ فِي
وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً
|
كَجُمَانَةِ
البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَـا
|
حَتَّى إِذَا
حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ
|
بَكَرَتْ
تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَا
|
عَلِهَتْ
تَرَدَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائِـدٍ
|
سَبْعـاً
تُـؤَاماً كَامِلاً أَيَّامُهَـا
|
حَتَّى إِذَا
يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
|
لَمْ يُبْلِـهِ
إِرْضَاعُهَا وفِطَامُهَـا
|
فَتَوَجَّسَتْ
رِزَّ الأَنِيْسِ فَرَاعَهَـا
|
عَنْ ظَهْرِ
غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا
|
فَغَدَتْ كِلاَ
الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ
|
مَوْلَى
المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا
|
حَتَّى إِذَا
يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا
|
غُضْفاً
دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَـا
|
فَلَحِقْنَ
واعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ
|
كَالسَّمْهَـرِيَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَـا
|
لِتَذُودَهُنَّ
وأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَـذُدْ
|
أَنْ قَدْ
أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا
|
فَتَقَصَّدَتْ
مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ
|
بِدَمٍ وغُودِرَ
فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا
|
فَبِتِلْكَ إِذْ
رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى
|
واجْتَابَ
أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا
|
أَقْضِـي
اللُّبَـانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيْبَـةً
|
أَوْ أنْ
يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا
|
أَوَلَـمْ
تَكُنْ تَدْرِي نَوَارِ بِأَنَّنِـي
|
وَصَّـالُ
عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَـا
|
تَـرَّاكُ
أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَـا
|
أَوْ يَعْتَلِقْ
بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَـا
|
بَلْ أَنْتِ لا
تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَـةٍ
|
طَلْـقٍ لَذِيذٍ
لَهْـوُهَا وَنِدَامُهَـا
|
قَـدْ بِتُّ
سَامِرَهَا وغَايَةَ تَاجِـرٍ
|
وافَيْـتُ إِذْ
رُفِعَتْ وعَزَّ مُدَامُهَـا
|
أُغْلِى
السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِـقِ
|
أَوْ جَوْنَةٍ
قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا
|
بِصَبُوحِ
صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَـةٍ
|
بِمُـوَتَّـرٍ
تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُهَـا
|
بَاكَرْتُ
حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ
|
لأَعَـلَّ
مِنْهَا حِيْنَ هَبَّ نِيَامُهَـا
|
وَغـدَاةَ
رِيْحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِـرَّةٍ
|
قَد أَصْبَحَتْ
بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا
|
وَلَقَدْ
حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي
|
فُرْطٌ وِشَاحِي
إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا
|
فَعَلَـوْتُ
مُرْتَقِباً عَلَى ذِي هَبْـوَةٍ
|
حَـرِجٍ إِلَى
أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا
|
حَتَّـى إِذَا
أَلْقَتْ يَداً فِي كَافِـرٍ
|
وأَجَنَّ
عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَـا
|
أَسْهَلْتُ
وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَةٍ
|
جَـرْدَاءَ
يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَـا
|
رَفَّعْتُهَـا
طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ
|
حَتَّى إِذَا
سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا
|
قَلِقَـتْ
رِحَالَتُهَا وأَسْبَلَ نَحْرُهَـا
|
وابْتَـلَّ مِنْ
زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا
|
تَرْقَى
وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِـي
|
وِرْدَ
الحَمَـامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَـا
|
وكَثِيْـرَةٍ
غُـرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ
|
تُـرْجَى
نَوَافِلُهَا ويُخْشَى ذَامُهَـا
|
غُلْـبٍ
تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كَأَنَّهَـا
|
جِـنُّ
البَـدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَـا
|
أَنْكَـرْتُ
بَاطِلَهَا وبُؤْتُ بِحَقِّهَـا
|
عِنْـدِي وَلَمْ
يَفْخَرْ عَلَّي كِرَامُهَـا
|
وجَـزُورِ
أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَـا
|
بِمَغَـالِقٍ
مُتَشَـابِهٍ أَجْسَامُهَــا
|
أَدْعُـو
بِهِنَّ لِعَـاقِرٍ أَوْ مُطْفِــلٍ
|
بُذِلَـتْ
لِجِيْرَانِ الجَمِيْعِ لِحَامُهَـا
|
فَالضَّيْـفُ
والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا
|
هَبَطَـا
تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا
|
تَـأْوِي إِلَى
الأطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ
|
مِثْـلِ
البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا
|
ويُكَلِّـلُونَ
إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَـتْ
|
خُلُجـاً
تُمَدُّ شَـوَارِعاً أَيْتَامُهَـا
|
إِنَّـا إِذَا
الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَمْ يَـزَلْ
|
مِنَّـا لِزَازُ
عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا
|
ومُقَسِّـمٌ
يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّهَـا
|
ومُغَـذْمِرٌ
لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا
|
فَضْلاً وَذُو
كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى
|
سَمْحٌ كَسُوبُ
رَغَائِبٍ غَنَّامُهَـا
|
مِنْ مَعْشَـرٍ
سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُـمْ
|
ولِكُـلِّ
قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا
|
لا يَطْبَعُـونَ
وَلا يَبُورُ فَعَالُهُـمْ
|
إِذْ لا
يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا
|
فَاقْنَـعْ
بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّمَـا
|
قَسَـمَ
الخَـلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَـا
|
وإِذَا
الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ
|
أَوْفَـى
بِأَوْفَـرِ حَظِّنَا قَسَّامُهَـا
|
فَبَنَـى لَنَا
بَيْتـاً رَفِيْعاً سَمْكُـهُ
|
فَسَمَـا
إِليْهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا
|
وَهُمُ
السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَـتْ
|
وَهُمُ
فَـوَارِسُـهَا وَهُمْ حُكَّامُهَـا
|
وَهُمُ رَبيـْعٌ
لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُــمُ
|
والمُرْمِـلاتِ
إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا
|
وَهُمُ
العَشِيْـرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ
|
معلقة عمرُ بن كلثوم
أَلاَ هُبِّي
بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
|
وَلاَ تُبْقِي
خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
|
مُشَعْشَعَةً
كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
|
إِذَا مَا
المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
|
تَجُوْرُ بِذِي
اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
|
إِذَا مَا
ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
|
تَرَى اللَّحِزَ
الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
|
عَلَيْـهِ
لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
|
صَبَنْتِ
الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
|
وَكَانَ
الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
|
وَمَا شَـرُّ
الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
|
بِصَاحِبِكِ
الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
|
وَكَأْسٍ قَدْ
شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
|
وَأُخْرَى فِي
دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
|
وَإِنَّا
سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
|
مُقَـدَّرَةً
لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
|
قِفِـي قَبْلَ
التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
|
نُخَبِّـرْكِ
اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
|
قِفِي
نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
|
لِوَشْكِ
البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
|
بِيَـوْمِ
كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
|
أَقَـرَّ بِـهِ
مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
|
وَأنَّ غَـداً
وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
|
وَبَعْـدَ غَـدٍ
بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
|
تُرِيْكَ إِذَا
دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
|
وَقَدْ أَمِنْتَ
عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
|
ذِرَاعِـي
عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
|
هِجَـانِ
اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
|
وثَدْياً مِثْلَ
حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
|
حَصَـاناً مِنْ
أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
|
ومَتْنَى
لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
|
رَوَادِفُهَـا
تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
|
وَمأْكَمَةً
يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
|
وكَشْحاً قَد
جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
|
وسَارِيَتِـي
بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
|
يَرِنُّ
خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
|
فَمَا وَجَدَتْ
كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
|
أَضَلَّتْـهُ
فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
|
ولاَ شَمْطَاءُ
لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
|
لَهـا مِن
تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
|
تَذَكَّرْتُ
الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
|
رَأَيْتُ
حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
|
فَأَعْرَضَتِ
اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
|
كَأَسْيَـافٍ
بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
|
أَبَا هِنْـدٍ
فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
|
وَأَنْظِـرْنَا
نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
|
بِأَنَّا
نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
|
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
|
وَأَيَّـامٍ
لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
|
عَصَيْنَـا
المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
|
وَسَيِّـدِ
مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
|
بِتَاجِ
المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
|
تَرَكْـنَ
الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
|
مُقَلَّـدَةً
أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
|
وَأَنْزَلْنَا
البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
|
إِلَى
الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
|
وَقَدْ هَرَّتْ
كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
|
وَشَـذَّبْنَا
قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
|
مَتَى نَنْقُـلْ
إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
|
يَكُوْنُوا فِي
اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
|
يَكُـوْنُ
ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
|
وَلُهْـوَتُهَا
قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
|
نَزَلْتُـمْ
مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
|
فَأَعْجَلْنَا
القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
|
قَرَيْنَاكُـمْ
فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
|
قُبَيْـلَ
الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
|
نَعُـمُّ
أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
|
وَنَحْمِـلُ
عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
|
نُطَـاعِنُ مَا
تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
|
وَنَضْرِبُ
بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
|
بِسُمْـرٍ مِنْ
قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
|
ذَوَابِـلَ أَوْ
بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
|
كَأَنَّ
جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
|
وُسُـوْقٌ
بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
|
نَشُـقُّ بِهَا
رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
|
وَنَخْتَلِـبُ
الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
|
وَإِنَّ
الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
|
عَلَيْـكَ
وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
|
وَرِثْنَـا
المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
|
نُطَـاعِنُ
دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
|
وَنَحْنُ إِذَا
عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
|
عَنِ
الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
|
نَجُـذُّ
رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
|
فَمَـا
يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
|
كَأَنَّ
سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
|
مَخَـارِيْقٌ
بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
|
كَـأَنَّ
ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
|
خُضِبْـنَ
بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
|
إِذَا مَا عَيَّ
بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
|
مِنَ الهَـوْلِ
المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
|
نَصَبْنَـا
مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
|
مُحَافَظَـةً
وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
|
بِشُبَّـانٍ
يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
|
وَشِيْـبٍ فِي
الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
|
حُـدَيَّا
النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
|
مُقَـارَعَةً
بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
|
فَأَمَّا
يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
|
فَتُصْبِـحُ
خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
|
وَأَمَّا
يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
|
فَنُمْعِــنُ
غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
|
بِـرَأْسٍ مِنْ
بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
|
نَـدُقُّ بِهِ
السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
|
أَلاَ لاَ
يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
|
تَضَعْضَعْنَـا
وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
|
أَلاَ لاَ
يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
|
فَنَجْهَـلَ
فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
|
بِاَيِّ
مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
|
نَكُـوْنُ
لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
|
بِأَيِّ
مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
|
تُطِيْـعُ بِنَا
الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
|
تَهَـدَّدُنَـا
وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
|
مَتَـى كُـنَّا
لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
|
فَإِنَّ
قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
|
عَلى
الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
|
إِذَا عَضَّ
الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
|
وَوَلَّتْـهُ
عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
|
عَشَـوْزَنَةً
إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
|
تَشُـجُّ قَفَا
المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
|
فَهَلْ
حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
|
بِنَقْـصٍ فِي
خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
|
وَرِثْنَـا
مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
|
أَبَـاحَ لَنَا
حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
|
وَرَثْـتُ
مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
|
زُهَيْـراً
نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
|
وَعَتَّـاباً
وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
|
بِهِـمْ
نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
|
وَذَا البُـرَةِ
الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
|
بِهِ نُحْمَى
وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
|
وَمِنَّـا
قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
|
فَـأَيُّ
المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
|
مَتَـى نَعْقِـد
قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
|
تَجُـذَّ
الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
|
وَنُوْجَـدُ
نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
|
وَأَوْفَاهُـمْ
إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
|
وَنَحْنُ
غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
|
رَفَـدْنَا
فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
|
وَنَحْنُ
الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
|
تَسَـفُّ
الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
|
وَنَحْنُ
الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
|
وَنَحْنُ
العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
|
وَنَحْنُ
التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
|
وَنَحْنُ
الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
|
وَكُنَّـا
الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
|
وَكَـانَ
الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
|
فَصَالُـوا
صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
|
وَصُلْنَـا
صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
|
فَـآبُوا
بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
|
وَأُبْـنَا
بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
|
إِلَيْكُـمْ يَا
بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
|
أَلَمَّـا
تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
|
أَلَمَّـا
تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
|
كَتَـائِبَ
يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
|
عَلَيْنَا
البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
|
وَأسْيَـافٌ
يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
|
عَلَيْنَـا
كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
|
تَرَى فَوْقَ
النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
|
إِذَا وَضِعَتْ
عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
|
رَأَيْـتَ لَهَا
جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
|
كَأَنَّ
غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
|
تُصَفِّقُهَـا
الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
|
وَتَحْمِلُنَـا
غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
|
عُـرِفْنَ لَنَا
نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
|
وَرَدْنَ
دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
|
كَأَمْثَـالِ
الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
|
وَرِثْنَـاهُنَّ
عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
|
وَنُـوْرِثُهَـا
إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
|
عَلَـى
آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
|
نُحَـاذِرُ أَنْ
تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
|
أَخَـذْنَ عَلَى
بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
|
إِذَا لاَقَـوْا
كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
|
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
|
وَأَسْـرَى فِي
الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
|
تَـرَانَا
بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
|
قَـدْ
اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
|
إِذَا مَا
رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
|
كَمَا
اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
|
يَقُتْـنَ
جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
|
بُعُوْلَتَنَـا
إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
|
ظَعَائِنَ مِنْ
بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
|
خَلَطْـنَ
بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
|
وَمَا مَنَعَ
الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
|
تَـرَى مِنْهُ
السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
|
كَـأَنَّا
وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
|
وَلَـدْنَا
النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
|
يُدَهْدِهنَ
الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
|
حَـزَاوِرَةٌ
بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
|
وَقَـدْ عَلِمَ
القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
|
إِذَا قُبَـبٌ
بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
|
بِأَنَّـا
المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
|
وَأَنَّـا
المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
|
وَأَنَّـا
المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
|
وَأَنَّـا
النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
|
وَأَنَّـا
التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
|
وَأَنَّـا
الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
|
وَأَنَّـا
العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
|
وَأَنَّـا
العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
|
وَنَشْرَبُ إِنْ
وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
|
وَيَشْـرَبُ
غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
|
أَلاَ أَبْلِـغْ
بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
|
وَدُعْمِيَّـا
فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
|
إِذَا مَا
المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
|
أَبَيْنَـا أَنْ
نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
|
مَـلأْنَا
البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
|
وَظَهرَ
البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
|
إِذَا بَلَـغَ
الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
|
تَخِـرُّ لَهُ
الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)